نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ بِالْمَاءِ (١).
قال بعض الأعلام : يمكن أن يستدل بهذه الآية على استحباب الكون على الطَّهَارَةِ ، لأن الطَّهَارَةَ شرعا حقيقة في رافع الحدث ، والثناء والمحبة وتأكيد الإرادة والإتيان بلفظ المبالغة مشعر بالتكرر ودوام حصول المعنى ، وكل ذلك دليل على ما قلناه. والله أعلم. قوله : ( إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) [ ٧ / ٨٢ ] يعني عن أدبار النساء والرجال قالوا تهكما. قوله : ( حَتَّى يَطْهُرْنَ ) [ ٢ / ٢٢٢ ] أي ينقطع الدم عنهن ويَطَّهَّرْنَ يغتسلن بالماء ، وأصله « يتطهرن » فأدغمت التاء بالطاء. قوله : ( وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) [ ٥ / ٦ ] قيل أي من الذنوب ، فإن العبادات مثل الوضوء كفارات للذنوب ، أو لينظفكم عن الأحداث ويزيل المنع عن الدخول فيما شرط فيه الطهارة عليكم فيطهركم بالماء عند وجوده وعند الإعذار بالتراب ، واللام للعلة ، ومفعول يريد محذوف ، وقيل زائدة و ( لِيَجْعَلَ ) و ( لِيُطَهِّرَكُمْ ) مفعول ، والتقدير لأن يجعل عليكم ولأن يطهركم ، وربما ضعف هذا نظرا إلى أن لا تقدر بعد اللام المزيدة ، ورد بأن المحقق الرضى صرح بذلك وقال وكذلك اللام زائدة في « لا أبا لك » عند سيبويه ، وكذا اللام المقدر بعدها أي بعد فعل الأمر والإرادة كقوله : ( وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ). قوله : ( رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) [ ٩٨ / ٢ ] قال الشيخ أبو علي : يعني مُطَهَّرَة في السماء لا يمسها إلا الملائكة المطهرون من الأنجاس ( فِيها ) أي في تلك الصحف ( كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق عن الباطل ، وقيل مُطَهَّرَة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن ، ويعني بالصحف ما تضمنته الصحف من المكتوب فيها. قوله : ( وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) [ ٣ / ١٥ ]
__________________
(١) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ١٦٢.