الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ) [ ٢٥ / ٥٥ ] أي عونا على ربه يظاهر الشيطان على ربه بعبادة الأوثان. ومثله قوله ( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) [ ٦٦ / ٤ ] أي مظاهرين له كأنهم يد واحدة على من يعاديه ويخالفه وإنما لم يجمعه لأن فعيلا وفعولا قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع كما قال تعالى ( إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ). قوله : ( يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) [ ٥٨ / ٣ ] يحرمونهن تحريم ظهر الأمهات. روي أن هذه الآية نزلت في رجل ظَاهَرَ امرأته فذكر الله قصته ، ثم تبع هذا كل ما كان محرما على الابن أن يراه كالبطن والفخذين وأشباه ذلك (١) قوله : ( ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ ) [ ٤٠ / ٢٩ ] أي عالين في أرض مصر على بني إسرائيل. قوله : ( لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ) [ ٢٤ / ٣١ ] أي لم يبلغوا أن يطيقوا إتيانهن. قوله : ( إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ) [ ١٨ / ٢٠ ] أي يطلعوا ويعثروا. قوله : ( وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا ) [ ١١ / ٩٢ ] أي جعلتموه ورائكم كالمنسي المنبوذ وراء الظهر. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام : « ( اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا ) حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ ».
أي جعلتموه وراء ظهوركم وهو منسوب إلى الظَّهْرِ ، وكسر الظاء من تغييرات النسب. وقوله : ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ) [ ٢ / ١٨٩ ]
قِيلَ كَانُوا إِذَا أَحْرَمُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَثَقَبُوا فِي ظَهْرِ بُيُوتِهِمْ ثَقْباً مِنْهُ يَدْخُلُونَ وَيَخْرُجُونَ يَعُدُّونَ ذَلِكَ مِنَ الْبِرِّ ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ.
قوله : ( لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ) [ ٤٣ / ١٣ ] أي ظهور ما تركبونه. و ( الظَّاهِرُ ) من أسمائه تعالى ، وهو الظَّاهِرُ بآياته الباهرة الدالة على وحدانيته وربوبيته ، ويحتمل من الظُّهُورِ الذي هو
__________________
(١) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣٠٢.