والحَمِيدُ من الأباريق : الكبير في الغاية. ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ « يَبْدَأُ بِيَدَيْهِ فَيَغْسِلُهُمَا بِثَلَاثِ حُمَيْدِيَّاتٍ بِمَاءِ السِّدْرِ ».
الحديث (١)و « حُمَيْدَةُ البربر » أم موسى الكاظم عليه السلام ، وتسمى المصفاة. و « أَحْمَدُ » اسم نبينا صلى الله عليه وآله في الإنجيل لحسن ثناء الله عليه في الكتاب بما حمد من أفعاله ، وذكر ابن الأعرابي أن لله تعالى ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وآله ألف اسم ، ومن أحسنها مُحَمَّدٌ ومَحْمُودٌ وأَحْمَدُ. والمُحَمَّدُ : كثير الخصال المحمودة ، قيل لم يسم به أحد قبل نبينا صلى الله عليه وآله ، ألهم الله أهله أن يسموه به. و « مُحَمَّدٌ » اسمه صلى الله عليه وآله في القرآن سمي به لأن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه.
وَمُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَقُبِضَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً ، وَأُمُّهُ كَانَتْ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قُتِلَ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّينَ قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَحَشَى جُثَّتَهُ فِي جَوْفِ حِمَارٍ مَيِّتٍ وَأَحْرَقَهُ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ هَذَا حَبِيباً لِعَلِيٍّ رَبَّاهْ فِي حَجْرِهِ صَغِيراً حِينَ تَزَوَّجَ أُمَّهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ ، فَكَانَ عليه السلام يَقُولُ هُوَ ابْنِي مِنْ ظَهْرِ أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ قَتْلُهُ بِمِصْرَ لَمَّا وَلَّاهُ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَيْهَا فَمُلِكَتْ عَلَيْهِ.
وَعَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ قَالَ : ذَكَرْنَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : رَحِمَهُ اللهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ « ابْسُطْ يَدَكَ لِأُبَايِعَكَ » فَقَالَ : أَوَمَا فَعَلْتَ؟ قَالَ : بَلَى ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَأَنَّ أَبِي فِي النَّارِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : كَانَ النَّجَابَةُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ لَا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ (٢).
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ صلى الله عليه وآله ٩٠.
(٢) رجال الكشي صلى الله عليه وآله ٦٠.