وجهها : إذا كشفته. وأَسْفَرَ الصبحُ : إذا ظهر. وفي الاصطلاح علم يبحث فيه عن كلام الله تعالى المنزل للإعجاز من حيث الدلالة على مراده تعالى ، فقوله المنزل للإعجاز لإخراج البحث عن الحديث القدسي ، فإنه ليس كذلك. والفرق بين التفسير والتأويل هو أن التَّفْسِيرَ كشف المراد عن اللفظ المشكل ، والتأويل رد أحد المحتملات إلى ما يطابق الظاهر. والفَسْرُ : البيان ، يقال فَسَرْتُ الشيءَ ـ من باب ضرب ـ بنيته وأوضحته ، والتشديد مبالغة. واسْتَفْسَرَتُهُ كذا : سألته أن يفسره لي
( فطر )
قوله تعالى : ( فاطِرِ السَّماواتِ ) [ ٦ / ١٤ ] أي خالقها ومبتدعها ومخترعها ، من فَطَرَهُ يَفْطُرُهُ بالضم فَطْراً : أي خلقه.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا ( فاطِرُ السَّماواتِ ) حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَنَا فَطَرْتُهَا أَيْ ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا (١).
قوله : ( السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ) [ ٧٣ / ١٨ ] أي مثقلة بيوم القيامة أثقالا يؤدي إلى انفطارها. وانْفَطَرَتِ السماءُ : انشقت. والفُطُورُ : الصدوع والشقوق. و ( يَتَفَطَّرْنَ ) [ ١٩ / ٩٠ ] يتشققن قوله : ( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ) [ ٦ / ١٤ ] يقال فَطَرَ اللهُ الخلق من باب قتل ، أي خلقهم ، والاسم الفِطْرَةُ بالسكر.
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ » (٢).
والفِطْرَةُ بالكسر : الخلقة ، وهي من الفَطْرِ كالخلقة من الخلق في أنها للحالة ثم إنها جعلت للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص ، والمعنى كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والإقرار به فلا تجد أحدا إلا وهو يقر بأن له صانعا وإن سماه بغير اسمه أو عبد معه غيره ، فلو ترك عليها لاستمر على لزومها وإنما يعدل عنها لآفة
__________________
(١) مجمع البيان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٧٩.
(٢) سفينة البحار ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٧٣.