ولعل منه قَوْلَهُ صلى الله عليه وآله « اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا ».
أعني الزنا ونحوه. وقَوْلَهُ « مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئاً فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ ».
يريد بذلك ما فيه حد كالزنا وشرب الخمر.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَقْذِرَهَا ».
بكسر الذال ، أي يكرهها وتنفر طبيعته منها. ورجل مَقْذَرٌ : نجسه الناس. و « قَاذِر » اسم ابن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ، ويقال له قَيْذَر وقَيْذَار.
( قرر )
قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) [ ٢٥ / ٧٤ ] يعني هب لنا من جهتهم ما تقر به أعيننا من صلاح وعلم ، ونكر القُرَّة بتنكير المضاف إليه ، فكأنه قال : هب لنا فيهم سرورا وفرحا ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي. ومثله قوله : ( قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ) [ ٢٨ / ٩ ] أي فرح وسرور لي ولك. قوله : ( رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ) [ ٢٣ / ٥٠ ] مر تفسيره في ربا. قوله : ( فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) [ ٢٣ / ١٣ ] قال : في الأنثيين ثم في الرحم. قوله : ( يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها ) [ ١١ / ٦ ] أي مأواها على وجه الأرض ومدفنها ، أو موضع قرارها ومسكنها ومستودعها حيث كانت مودعة فيه قبل الاستقرار من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات. قوله : ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) [ ٢٥ / ٢٤ ] قيل المراد بِالمُسْتَقَرِّ المكان الذي يستقر فيه ، والمقيل مكان الاستراحة ، مأخوذ من مكان القيلولة. ويحتمل أن يراد بأحدهما الزمان ، أي مكانهم وزمانهم أطيب ما يتخيل من الأمكنة والأزمان ، ويحتمل المصدرية منهما أو في أحدهما. قوله : ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) [ ٦ / ٩٨ ] قيل مُسْتَقَرٌّ في الرحم إلى أن يولد ، ومستودع في القبر إلى أن يبعث. وقيل مُسْتَقَرٌّ في بطون الأمهات ومستودع في أصلاب