طلاؤه لهم كالسرابيل ، لأنهم كانوا يستكبرون عن عبادته فألبسهم بذلك الخزي والهوان. وقرئ مِنْ قِطْرٍ آنٍ أي نحاس قد انتهى حره ، ويقال الحديد المذاب. قوله : ( وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ) [ ٣٤ / ١٢ ] بالكسر فالسكون ، أي أذبنا له معدن النحاس وأظهرناه له ينبع كما ينبع الماء من العين ، فلذلك سمي عين القِطْرِ تسمية بما آل إليه. قوله : ( وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ) [ ٣ / ١٤ ] جمع قِنْطَار بالكسر قيل في تفسيره هو ألف ومائتا أوقية ، وقيل مائة وعشرون رطلا ، وقيل هو ملء مسك الثور ذهبا ، وقيل ليس له وزن عند العرب. وعن تغلب المعمول عليه عند العرب الأكثر أنه أربعة آلاف دينار ، فإذا قالوا قَنَاطِير مُقَنْطَرَة فهي اثنا عشر ألف دينار ، وقيل ثمانون ألفا. والمُقَنْطَرَة : المكملة كما تقول بدرة مبدرة وألف مؤلف ، أي تام. وعن الفراء المُقَنْطَرَة المضعفة ككون القَنَاطِير ثلاثة والمُقَنْطَرَة تسعة.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْقِنْطَارُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَالٍ مِنَ الذَّهَبِ ، وَالْمِثْقَالُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطاً أَصْغَرُهَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ وَأَكْبَرُهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ».
وفي معاني الأخبار فسر القِنْطَار من الحسنات بألف ومائتي أوقية ، والأوقية أعظم من جبل أحد (١).
وَفِي الْحَدِيثِ « يُجْزِي عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ أَنْ تَقُومَ تَحْتَ الْقَطْرِ ».
أي المطر ، الواحد قَطْرَة مثل تمر وتمرة. وقد قَطَرَ الماءُ ـ من باب قتل يَقْطُرُ قَطْراً أو قَطَرَاناً بالتحريك ، وقَطَرَ في الأرض قُطُوراً : ذهب. والقُطْرُ بالضم : الناحية والجانب ، والجمع أَقْطَار.
__________________
(١) هذا التفسير ذكره في حديث عن الصادق عليه السلام ، وأما التفسير الأول فمروي عن الباقر عليه السلام إلا أن في الرواية « القنطار خمسة آلاف مثقال ذهب » بدلا من خمسة عشر ألف ـ انظر معاني الأخبار صلى الله عليه وآله ١٥٧.