مَعَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَيُّكُمْ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالُوا : هُوَ الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ ».
أي هو الأحمر المتكي على مرفقه. قال الليث : الْأَمْغَرُ الذي في وجهه حمرة مع بياض صاف ، وقيل أراد بِالْأَمْغَرِ الأبيض لأنهم يسمون الأبيض أحمر ، والْأَمْغَرُ الأحمر الشعر والجلد على لون المغرة ، والْمَغْرَةُ الطين الأحمر الذي يصبغ به ، وقد يحرك. ومنه « ثوبان ممغران ».
( مكر )
قوله تعالى : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ ) [ ٣ / ٥٤ ] الْمَكْرُ من الخلق خب وخداع ومن الله مجازاة ، ويجوز أن يكون استدراجه العبد من حيث لا يعلم. قوله : ( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) [ ٣٤ / ٣٣ ] أي مكرهم في الليل والنهار. قوله : ( إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا ) [ ١٠ / ٢١ ] أي يحتالون لما رأوا الآيات فيقولون ( سِحْرٌ ) و ( أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ). قوله : ( قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً ) [ ١٠ / ٢١ ] أي أقدر على مكركم وعقوبتكم قوله : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ ) [ ٧ / ٩٩ ] أي عذاب الله. قوله : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ٨ / ٣٠ ] يريد الخدع والحيلة. قوله : ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَ ) [ ١٢ / ٣١ ] أي باغتيابهن ، وإنما سمي مكرا لأنهن أخفينه كما يخفى الماكر مكره. والْمَكُر الخديعة ، يقال مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً من باب قتل : خدع ، فهو مَاكِرٌ.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَ امْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ بِي ».
أراد بِمَكْرِ الله إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه. وفِيهِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَكْرِ الشَّيْطَانِ ».
أي وسوسته ونفسه ونفخه وتثبيطه وحبائله وخيله ورجله وجميع مكائده.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ كَانَ الْعَرْضُ عَلَى اللهِ حَقّاً فَالْمَكْرُ لِمَا ذَا ».
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ « جَانِبُهُ الْأَيْسَرُ مَكْرٌ ».
قيل كانت السوق جانبه الأيسر ، وفيها يقع المكر والخداع.