قال : وقال الفراء النَّخِرَةُ البالية ، والنَّاخِرَةُ المجوفة. وقال الزجاج : نَاخِرَةُ أكثر وأجود لأجل مراعاة أواخر الآي مثل الخاسرة والحافرة. والْمَنْخِرُ كمجلس وكسر الميم للإتباع كمنبر لغة. والْمَنْخِرَانِ : ثقبا الأنف ، وَفِي حَدِيثِ الْعَابِدِ « فَنَخِرَ إِبْلِيسُ نَخْرَةً وَاحِدَةً فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُنُودُهُ » (١).
من النَّخِيرِ وهو صوت الأنف ، يقال نَخَرَ يَنْخُرُ من باب قتل : إذا مد النفس في الخياشيم ، والجمع مَنَاخِرُ. و « نَاخُورَا » بالنون والخاء المعجمة والراء المهملة على ما صح في النسخ وصي النبي إدريس ، وهو الذي دفع الوصية إلى نوح عليه السلام.
( ندر )
نَدَرَ الشيء نُدُوراً ـ من باب قعد ـ : سقط وشذ ، ومنه النَّادِرُ. وفي القاموس نَوَادِرُ الكلام : ما شذ وخرج من الجمهور. والنَّادِرُ من الحديث في الاصطلاح : ما ليس له أخ أو يكون لكنه قليل جدا ويسلم من المعارض ولا كلام في صحته ، بخلاف الشاذ فإنه غير صحيح أو له معارض وكتاب نَوَادِرُ الحكمة تأليف الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي يشتمل على كتب عديدة. وعن ابن شهرآشوب أن كتاب نَوَادِرِ الحكمة اثنان وعشرون كتابا. والنُّدْرَةُ : القلة ، ومنه « لقيته في النُّدْرَةِ » أي فيما بين الأيام. ونَدَرَ الكلام نَدَارَةً : فصح وجاد.
( نذر )
قوله تعالى : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها ) [ ٧٩ / ٤٥ ] قال الشيخ أبو علي : قرأ أبو جعفر والعباس عن أبي عمرو إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ بالتنوين ، والباقون بغير تنوين ، يعني إنما أنت مخوف من يخاف مقامها ، أي إنما ينفع إِنْذَارُكَ من يخافها ، وأما من لا يخشى فكأنك لم تُنْذِرْهُمْ. قوله : ( وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ) [ ٣٥ / ٣٧ ]
__________________
(١) الوافي ج ١٤ صلى الله عليه وآله ٩٥.