أي الفرقة المحقة والعدد الكثير الذين فيهم حجة فإجماعهم حجة ، تَمَامُ الْحَدِيثِ « وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّاذَّ مِنَ النَّاسِ لِلشَّيْطَانِ كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ ».
وفِي نَقْلٍ آخَرَ « عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ » (١).
أي بقتالهم ، يعني بجماعة أهل الشام لأنه كان حول معاوية يومئذ على ما نقل مائة ألف ، كانوا تعاهدوا على أن لا ينفرجوا عنه حتى يقتلوا. و « قَوْمٌ آمَنُوا بِسَوَادٍ عَلَى بَيَاضٍ ».
يعني بما في الكتب مسطور. وسَوَادُ الإِنْسَانِ : شخصه ، ومنه قولهم « لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ ». وسَوَادُ القلب : حبته ، وكذلك سُوَيْدَاؤُهُ. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « شَرِبُوا بِالْكَأْسِ الرَّوِيَّةِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَتَمَكَّنَتْ مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهِمْ وَشِيجَةُ خِيفَتِهِ » (٢).
وَفِي الْحَدِيثِ « الْعُلَمَاءُ سَادَةٌ ».
يقال سَادَ يَسُودُ سِيَادَةً ، والاسم السُّؤْدَدُ ، وهو المجد والشرف فهو سَيِّدٌ والأنثى سَيِّدَةٌ ، ثم أطلق على الموالي لشرفهم وإن لم يكن في قومهم شرف ، والجمع سَادَةٌ وسَادَاتٌ.
وَفِي الْخَبَرِ « تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا ».
أي تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة منظورا إليكم فتبقون جهالا وقيل قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت فتشغلوا بالزواج عن العلم ، من اسْتَادَ الرجلُ : تزوج في سادة.
وَفِي حَدِيثِ شَاةِ الْهَدْيِ « يُسْتَحَبُّ أَنْ تَكُونَ سَمِينَةً تَنْظُرُ فِي سَوَادٍ وَتَمْشِي فِي سَوَادٍ وَتَبْرُكُ فِي مِثْلِهِ ».
أي أسود القوائم والمرابض والمحاجر.
وَفِي الْحَدِيثِ « اقْتُلُوا الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ ».
يريد الحية والعقرب ، والجمع الأَسَاوِدُ.
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وَقَدْ بَكَى فِي مَرَضِهِ قَائِلاً « لَا أَبْكِي جَزَعاً مِنَ الْمَوْتِ أَوْ حُزْناً عَلَى الدُّنْيَا وَلَكِنْ لِحَدِيثٍ » وَلْيَكُنْ زَادُ أَحَدِكُمْ مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ « وَهَذِهِ الْأَسَاوِدُ حَوْلِي » يُرِيدُ شُخُوصاً مِنْ مَتَاعٍ عِنْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ سِوَى مِطْهَرَةٍ وَإِجَّانَةٍ وَجَفْنَةٍ.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ صلى الله عليه وآله ١١١.
(٢) نهج البلاغة ج ١ صلى الله عليه وآله ١٧٠.