فمتساو في الفضل. ومِنْهُ « لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ ».
والمستثنى منه خصوص المسجد فلا يمتنع لزيارة صالح حي أو ميت أو قريب أو طلب علم أو تجارة. و « شَدَّادُ بْنُ عَادٍ » ممن أمهل له في عمره ، وكذا ثمود بن عمود وبلعم بن باعورا واشتد طغيانهم في هذا الإمهال
( شرد )
قوله تعالى : ( فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) [ ٨ / ٥٧ ] أي فرق وبدد جمعهم. والتَّشْرِيدُ : الطرد والتفريق ، ويقال سمع بهم من خلفهم.
وَمِنْ كَلَامِهِ ( صلى الله عليه وآله ) « لَوْ لَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللهِ أَنَّكَ سَخِيٌ لَشَرَدْتُ بِكَ وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً عَلَى خَلْفِكَ ».
والتَّشْرِيدُ : الطرد. وفِيهِ « طُرِدُوا وَشُرِّدُوا ».
وهو من تأكيد المعنى. وشَرَدَ البعير يَشْرُدُ شُرُوداً وشِرَاداً نفر ، فهو شَارِدٌ وشَرُودٌ ، والجمع شَرَدٌ مثل خادم وخدم.
( شهد )
قوله تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً ) [ ٣٣ / ٤٥ ] أي على أمتك فيما يفعلونه مقبولا قولك عند الله لهم وعليهم كما يقبل قول الشاهد العدل. قوله ( شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) [ ٨٥ / ٣ ] قيل الشَّاهِدُ يوم الجمعة ، والمَشْهُودُ يوم عرفة لأن الناس يشهدونه ، أي يحضرونه ويجتمعون فيه ، وقيل الشَّاهِدُ محمد لقوله تعالى : ( وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) [ ٤ / ٤١ ] والمَشْهُودُ يوم القيامة لقوله تعالى : ( وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) [ ١١ / ١٠٣ ]. قوله : ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) [ ٢ / ١٤٣ ]
رُوِيَ أَنَّ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجْحَدُونَ تَبْلِيغَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَيَطْلُبُ اللهُ الْأَنْبِيَاءَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوا فَيُؤْتَى بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَيَشْهَدُونَ لَهُمْ ( عليه السلام ) وَهُوَ يُزَكِّيهِمْ.
وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : إِيَّانَا عَنَى ، فَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله شَاهِدٌ عَلَيْنَا وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ وَحُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ.
وقيل ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) في الدنيا ، أي حجة عليهم فتبينوا لهم