[ ٢٨ / ٣٥ ] أي سنقويك به ونؤيدك بأن نقرنه إليك في النبوة ، لأن العضد قوام اليد. قوله : ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) [ ١٠٠ / ٨ ] أي لأجل حبه المال. قوله : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) [ ٨٥ / ١٢ ] قال الشيخ أبو علي : يعني ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ ) يا محمد ( لَشَدِيدٌ ) يعني أن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة والجبابرة أليم شديد ، وإذا وصف البطش ـ وهو الأخذ عنفا ـ بالشدة فقد تضاعف مكروهه وتزايد إيلامه (١). والشَّدِيدُ في قَوْلِهِ عليه السلام « هَوَّنَ عَلَى نَفْسِهِ الشَّدِيدَ ».
هو تسهيل شدائد الدنيا على خاطره واستحقاره في جنب ما يتصوره من الفرحة بلقاء الله ووعده ووعيده ، أو تسهيله لشدائد الآخرة وتهوينه بالأعمال الصالحة. وشَدَّ الشيءَ يَشُدُّهُ بالضم : أوثقه ، ويَشِدُّهُ بالكسر أيضا. وشَدَّ اللهُ مُلْكَهُ وشَدَّدَهُ : قواه. والتَّشْدِيدُ ، خلاف التخفيف. واشْتَدَّ الشيءُ : من الشدة. واشْتَدَّ النهارُ : علا وارتفع شمسه. و « شَدَدْتُهُ » من باب قتل : أوثقته. ومنه الْحَدِيثُ « رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَيُشَدِّدُهُ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ ».
أي يقويه ويثبته. وفي بعض النسخ بالسين المهملة وكأنه أخذا من السداد وهو الصواب ، أي يصوبه في قلوبهم وشَدَّ في الحرب يَشِدُّ بالكسر : حمل على العدو. وشيء شَدِيدٌ : بين الشدة.
وَفِي الْخَبَرِ « لَا تَبِيعُوا الْحَبَّ حَتَّى يَشْتَدَّ ».
أراد بالحب الحنطة والشعير واشْتِدَادُهُ قوته وصلابته. و « كَانَ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ ».
أي في الاحتراز عنه.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا لِكَذَا ».
هو كناية عن السفر ، أي لا يقصد موضع بنية التقرب إلى الله إلا لكذا تعظيما لشأن المقصود ، وما سواه
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٤٦٨.