رسول الله صلى الله عليه وآله ( أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) أي بطل ما كان منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد والنصرة (١).
وَرُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا أَبَا الْحَسَنِ لِمَ قُلْتَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ : قَرَأْتُ شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ : قَدْ قُلْتَهُ لِأَمْرٍ. قَالَ : نَعَمْ إِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَتَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ : مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ أَوْصَى إِلَّا إِلَيْكَ. قَالَ : فَهَلَّا بَايَعْتَنِي؟ قَالَ : أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَكُنْتُ مِنْهُمْ. فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : كَمَا اجْتَمَعَ أَهْلُ الْعِجْلِ عَلَى الْعِجْلِ ، هَاهُنَا فُتِنْتُمْ ، وَمَثَلُكُمْ ( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ )(٢).
قوله : ( يُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) [ ١٤ / ١٦ ] الصَّدِيدُ : قيح ودم ، وقيل هو القيح كأنه الماء في رقته والدم في شكله ، وقيل هو ما يسيل من جلود أهل النار. قوله : ( فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) [ ٨٠ / ٦ ] أي تَتَصَدَّى ، من قولهم تَصَدَّيْتُ للأمر : تفرغت له ، وأصله تَصَدَّدْتُ فأبدل للتخفيف.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَصْدُودُ تَحِلُّ لَهُ النِّسَاءُ ، وَالْمَحْصُورُ لَا تَحِلُّ لَهُ النِّسَاءُ » (٣).
والمراد بِالْمَصْدُودِ من صدّه المشركون ومنعوه من الحج ليس من مرض كما رواه رسول الله صلى الله عليه وآله. والصَدُّ : الهجران والإعراض ، يقال
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم صلى الله عليه وآله ٦٢٤.
(٢) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٨٠.
(٣) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣٦٩.