سورة الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا .. أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل قال حدثنا يموت بإسناده عن ابن عباس قال .. وسورة الشعراء نزلت بمكة فهي مكية سوى أربع آيات من آخرها أنزلن بالمدينة في ثلاثة نفر من الأنصار وهم شعراء رسول الله صلىاللهعليهوسلم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وهو قوله ( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (١) استثنى هؤلاء الثلاثة من جملة الشعراء الى آخر السورة .. وقد أدخل هذه الآيات بعض العلماء في الناسخ والمنسوخ حدثنا .. عليل بن أحمد قال حدثنا محمد بن هشام قال حدثنا عاصم بن سليمان عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال ( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال نسختها الآية التي بعدها يعني ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) حدثنا .. بكر بن سهل قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال هم الكفار يتبعهم ضلاّل الجن والإنس .. قال ثم قال ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) (١) يقول في كل لغو يخوضون ( وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ) يقول أكثر قولهم يكذبون قال ثم استثنى المؤمنين منهم فقال ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً ) في كلامهم ( وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) (١) ردّوا على الكفار الذي كانوا يهجون به المؤمنين .. وهذا أحسن ما قيل في الآية ويزيده بيانا قوله للكفار يدل على صحة الاستثناء الذي بعده وقولهم يتبعهم ضلاّل الجن والإنس يدل على صحته أن الكلام عام .. وقد روى عكرمة عن ابن عباس ( يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال الرواة والأول أولى لعموم الظاهر ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) كما قال وهو تمثيل في كل وجه من الباطل يفتنون فيمدحون بالباطل والتزيد وكذا يهجون بالكذب والزور .. وقوله أكثر قولهم يكذبون تصحيحه في النحو أكثر قولهم الكذب ودل يكذبون على الكذب وقوله ثم استثنى المؤمنين منهم قول صحيح في العربية هذا الذي تسميه العرب استثناء لا نسخا يقول جاءني القوم الا عمرا لا يقال هذا نسخ والاستثناء عند سيبويه بمنزلة التأكيد لأنك تبين فيه كما تبين بالتوكيد .. وقوله تعالى