سورة المزمل
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا .. يموت بإسناده عن ابن عباس أنها نزلت بمكة فهي مكية سوى آيتين منها فانهما نزلتا بالمدينة وهما قوله عز وجل ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ) (١) الآية فجاز أن يكون هذا ندبا وحضا وأن يكون حتما وفرضا غير أن بابه أن يكون حتما وفرضا الا أن يدل دليل على غير ذلك والدليل أنه كان حتما وفرضا وذلك ان الندب والحض لا يقعان الا على بعض الليل دون بعض لأن قيامه ليس مخصوصا به وقت دون وقت وأيضا فقد جاء التوقيف بما سنذكره ان شاء الله وجاز أن يكون هذا حتما وفرضا على النبي صلىاللهعليهوسلم وحده وجاز أن يكون هذا عليه وعلى أمته فجاء التوقيف بأنه كان عليه وعلى المؤمنين ثم نسخ كما قرئ .. على أحمد بن شعيب عن اسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد بن أبي الحارث قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال انطلقت الى عائشة رضياللهعنها فاستأذنت عليها فقلت لها أنبئيني بقيام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت ألست تقرأ هذه السورة ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) (٢) قلت بلى قالت ان الله افترض القيام في أول ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) على النبي صلىاللهعليهوسلم وعلى أصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا بعد أن كان فريضة .. قال أبو عبد الرحمن مختصر .. [ قال أبو جعفر ] فتبين بهذا الحديث أنه كان فرضا عليه وعلى أصحابه ثم نسخ وقول عائشة رضياللهعنها حولا يبين لك ما في الناسخ والمنسوخ مما يشكل على قوم .. وذلك أنه اذا قيل لهم صلّوا كذا الى حول كذا وقيل لهم صلّوا كذا الى حول ثم نسخ بعد فقد كان في معنى قوله صلوا كذا أنه الى وقت كذا وإن لم يذكر فعلى هذا يكون النسخ وقرئ .. على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا وكيع ويعلى قالا حدثنا مسعر عن سماك الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول .. لما نزلت أول ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزلت آخرها وكان بين آخرها وأولها نحو من سنة وحدثني .. جعفر بن محمد بن مجاشع قال حدثنا إبراهيم بن اسحاق قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا
__________________
(١) سورة : المزمل ، الآيات : (١ ـ ٣)
(٢) سورة : المزمل ، الآية : ١