..........................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمن المعلوم أنّه لا يتخيّل متخيّل أنّ اختلاف المشايخ في الجرح والتعديل بنفسه (١) قادح ، كيف ولا يكاد يوجد موضع لا يتحقّق خلاف منهم فيه ؛ بل الغرض أنّ غض أكَثَرَ من القدح ، وقلّ ما يوجد منه التعديل غاية القلّة ، وندر نهاية الندرة ، مع أنّ كثيراً ممّن قدحهم جلالتهم ، بحيث لا يكاد يلتبس على المفتّش المتأمّل ولوفي أمثال هذه الأزمنة ، وهو مع قرب عهده صدر منه ما صدر ، ومرّ في صدر الرسالة ما يزيد التوضيح ، فتدبّر.
وأمّا جش بل وغيره أيضاً فلو قدحوا في موضع ، وثّقوا (٢) في موضع ، وسكتوا في موضع ، ولم يتحقّق منهم ذلك الاكثار مع أنّ المواضع المقدوحة لم يظهر علينا جلالتهم ، ولو وقع ففي غاية الندرة ، بل غالب تلك المواضع يظهر صدق قولهم فيها.
وبالجملة : بعد تتبّع رويّة غض يحصل وهن بالنسبة إلى تضعيفاته وإنكاره مكابرة ، ولذا صرّح به غير واحد من المحقّقين.
وقوله : وأمّا عدم وضوح ... إلى آخره.
ففيه : أنّه لا يلزم ممّا ذكرت الوضوح المعتدّ به الّذي يصير منشأ لقبول قوله في مقابل مثل جش.
وقوله : ليس في جش ما يدلّ صريحاً.
ربما لا يخلو من شيء فإنّ الاستناد غير مقصور على التصريح.
وقوله : إذ لا دلالة ... إلى آخره.
__________________
١ ـ بنفسه ، لم ترد في « ب » و « أ » والحجريّة.
٢ ـ في « ب » : ووثّقوا.