وبإسناده ، عن أبي حمزة الثُّمالي ، عن الحُجْر بن عَدِيّ الطّائيّ ، عن الأصْبغ بن نُبَاتة ، قال : ركب سَفينة البحر في مركب مع قوم ، فانكسر بهم المركب ، فركب سفينة خشبة من خشب المركب إلى أن ورد الساحل ، فإذا هو بأسدٍ قد تلقاه! فقال : أنا سفينة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسفينته ، فنكس الأسد برأسه ، وطأطأ رأسه ، وأومى إليه أنْ اركب. فركب سفينةُ الأسدَ وهو يسير به حتى انتهى به إلى قرية ، فلما نظر أهلُها إلى سفينة على الأسد فزعوا وتعجبوا!! ودخل القرية ، قالوا : الله أنّ أمرك لعجيب ، فَمنْ أنت؟ قال : أنا سفينة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعظّموه وعلّوه (١).
وراوي هذه الأخبار وإنْ كان مرميّاً بالغلوّ (٢) ، إلاّ أنّها مؤيّدة بما مرّ من المَناقِب ، والجُنّة ، والدلائل (٣).
وبما رواه في الكافي ، بإسناده : عن إدريس بن عبد الله الأوْدي ، أنّه قال : لما قُتِل الحُسين عليهالسلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل (٤)!! فقالت فضّة لزينبَ : يا سيدتي! إنَّ سفينة كُسِرَ به في البحر ، فخرج به (٥) إلى جزيرة ، فإذا هو بأسد ، فقال : يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَهَمْهَمَ بين يديه حتى وقفه على الطريق (٦). الخبر.
__________________
(١) الهداية : ورقة ١٢٠ / ب.
(٢) راجع رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٩.
(٣) تقدّمت الإشارة إليها في أوّل ترجمة سفينة ، على ان بعضها مؤيد بما موجود في ترجمته بكتب أهل السنة ، كخبر ركوبه الأسد فقد ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة ٢ : ٢٥٩ / ٢١٣٠ ، عن محمّد بن المنكدر ، عنه باختلاف يسير.
(٤) كذا في (الأصل) و (الحجرية) والمصدر ، والصحيح : أنْ يَطئُوهُ بالخيلِ ، أوْ : أنْ تَطِئُوهُ الخيلَ. من وَطَأ الشيء إذا داسه ، يقال : وَطِئْنَا العدوّ بالخيلِ ، أي : دسناه. لسان العرب ١ : ١٩٥ ، وطأ.
(٥) به : لم ترد في المصدر ، والظاهر زيادتها ، لتمام المعنى بدونها.
(٦) أُصول الكافي ١ : ٣٨٧ / بعد الحديث السابع ، ولم يعط رقماً سهواً.
وهو ضعيف بأبي كريب ، وأبي سعيد الأشج ، ومضمون الخبر مخالف للصحيح الثابت من الأخبار التي تصرح بأن عمر بن سعد وبأمر من عبيد الله بن زياد (لعنهما الله) قد انتدب عشرة من الشياطين ليطئوا بحوافر خيولهم الجسد المطهر لسيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام) بعد استشهاده ، امعاناً منهم في الكفر والضلال ، وجحداً لله ورسوله الكريم وأهل بيته الأطهار.
وفي هامش ترجمة سفينة في تكملة الرجال ١ : ٤٤٥ ، تعليقة مهمة للمحقق السيّد المرحوم محمّد صادق بحر العلوم حول خبر الكافي جديرة بالمراجعة ، فلاحظ.