بسم الله الرحمن الرحيم
تصرّفات المريض
بعد الحمد والصلاة فنقول : إنّ تصرّفات الإنسان في مرض موته في أمواله على قسمين : معلّقة ومنجّزة ، والغرض الآن البحث عن الثانية ، إلّا أنّه لا بأس للتعرّض لجملة من الكلام في الاولى ، ولعلّه تفيد في تنقيح ما هو الغرض المهمّ.
اعلم! أنّ التصرّفات المعلّقة المسمّاة بالوصيّة على نحوين ، لأنّها إمّا أن تكون مشتملة على التمليك ونقل مال إلى آخر ، وإمّا أن لم تكن كذلك ، بل هي جعل ولاية ووكالة للغير في تصرّفاته بعد وفاة الموصي في أمواله وغيرها ، فهي الوصيّة العهديّة ، كما أنّ الاولى تمليكيّة.
أمّا العهديّة المعبّر عنها بالإيصاء فهي في الحقيقة بمنزلة التوكيل في حال الحياة ، فكما أنّ الوكيل له التصرّف في ما وكّل فيه كيفما شاء مع رعاية المصلحة ، فكذلك للوصيّ التصرّف في المتعلّق بنحو ما ذكر ، فهو بدل تنزيليّ للموصي أقامه الموصي مقامه ، بأن جعل له ما لنفسه من التصرّف في المأذون فيه.
فالفرق بينهما أنّ ولاية الموصي على أمواله وغيرها ذاتيّة مجعولة من قبل الله تعالى ، بخلاف الوصيّ فولايته عرضيّة ، ولذلك تحدّ الثانية في الجملة بما لا تحدّ الاولى.
وأمّا التمليكيّة ؛ فإمّا أن تكون الوصيّة على نفس التمليك ، أو على سببه ، كما