فقال : هيهات من إخراجها ومنيتي على يدها ، مالي منها محيص ، ولو أخرجتها لم يقتلني غيرها ، كان قضاء مقضياً وأمراً واجباً من الله ؛ فما ذهبت الأيّام حتّى بعث معاوية إلى زوجته بالسمّ.
فقال الحسن لها : هل عندك شربة لبن؟
فقالت : نعم ، فأتت باللبن وفيه السمّ الّذي بعث به معاوية ، فلمّا شربه وجد مسّ [ السمّ ] (١) في بدنه ، فقال : يا عدوة الله ، قتلتيني قاتلك الله ، أمّا والله لا تصيرين منّي خلفاً ، ولا تصيبين (٢) من الفاسق اللعين عدوّ الله خيراً أبداً. (٣).
محمد الفتال النيشابوري في كتاب مونس الحزين : بالاسناد عن عيسى ابن الحسن ، عن الصادق عليهالسلام : قال بعضهم للحسن بن علي في احتمال الشدائد من معاوية ، فقال صلوات الله عليه كلاماً معناه : لو دعوت الله سبحانه لجعل العراق شاماً والشام عراقاً ، ولجعل الرجل امرأةً والمرأة رجلاً.
فقال السائل (٤) : ومن يقدر على ذلك؟
فقال عليهالسلام : انهضي ، ألا تخجلين وتستحين أن تقعدي بين الرجال؟ فوجد الرجل نفسه امرأة بيّنة كالنساء ، ثمّ قال : قد صارت عيالك رجلاً ويقاربك وتحملين منها وتلدين (٥) ولداً خنثى ، فكان كما قال عليهالسلام ، ثمّ إنهما تابا وجاءا إليه ، فدعا لهما ، فأعادهما الله تعالى إلى الحالة الاُولى. (٦)
__________________
١ ـ من المناقب.
٢ ـ في المناقب : لا تصيبين منّي خلفاً ، ولا تنالين.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٨ ، عنه البحار : ٤٣/٣٢٧ ذ ح ٦.
٤ ـ في المناقب : الشاميّ.
٥ ـ في المناقب : وتقاربك وتحمل عنها وتلد.
٦ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٨ ـ ٩ ، عنه البحار : ٤٣/٣٢٧ ضمن ح ٦.