وقوله عليهالسلام : فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه ، فذلك المستكمل لخصال الخير.
ثمّ قال بعد كلام يجري مجرى ذلك : وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثةٍ (١) في بحر لجّيّ ، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل ، ولا ينقصان من رزق ، وأفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند سلطان (٢) جائر. (٣)
وعن أبي جُحيفة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : إن أوّل ما تُغلبون عليه (٤) من الجهاد [ الجهاد ] (٥) بأيديكم ، ثمّ بألسنتكم ، ثمّ بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً ، ولم ينكر منكراً ، قُلب (٦) فجعل أعلاه أسفله. (٧)
قال : ثمّ طوى الحسين عليهالسلام الكتاب وختمه بخاتمه ودفعه إلى أخيه محمد ، ثمّ ودّعه وخرج في جوف الليل (٨) يريد مكّة في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستّين ، فلزم الطريق الأعظم ،
____________
١ ـ يراد ما يمازج النفس من الريق عند النفّخ.
واللجّيّ : الكثير الموج.
٢ ـ في النهج : إمام.
٣ ـ نهج البلاغة : ٥٤٢ رقم ٣٧٤ ، عنه البحار : ١٠٠/٨٩ ح ٧٠.
٤ ـ بمعنى يُحدث أثراً شديداً عليكم إذا قمتم به.
٥ ـ من النهج.
٦ ـ كذا في النهج ، وفي الأصل : قُلب قلبه.
٧ ـ نهج البلاغة : ٥٤٢ رقم ٣٧٥ ، عنه البحار : ١٠٠/٨٩ ح ٧١.
٨ ـ من قوله : « فلمّا ورد الكتاب على الوليد » إلى هنا نقله المجلسي رحمهالله في البحار : ٤٤/٣٢٧ ـ ٣٣٠ عن كتابنا هذا ، وكذا عوالم العلوم : ١٧/١٧٧.