يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء وقد اختارها الله تعالى [ لي ] (١) يوم دحا الأرض ، وجعلها معقلاً لشيعتنا ، وتكون لهم أماناً في الدنيا والآخرة؟ ولكن تحضرون يوم السبت ، وهو يوم عاشوراء الّذي في آخره اُقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد لعنه الله.
فقالت الجنّ : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أنّ أمرك طاعة وأنّه لا يجوز لنا مخالفتك (٢) قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك.
فقال لهم عليهالسلام : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) (٣). (٤)
ثمّ سار الحسين صلوات الله عليه حتّى بلغ ذات عرق (٥) فلقيه رجل من بني أسد يقال له بشر بن غالب ، فقال الحسين : من أين أقبلت؟
قال : من العراق.
قال : كيف خلّفت أهل العراق؟
____________
١ ـ من الملهوف.
٢ ـ زاد في الملهوف : لخالفناك و.
٣ ـ سورة الأنفال : ٤٢.
٤ ـ الملهوف على قتلى الطفوف : ١٢٩ ـ ١٣٠.
ومن قوله : « روى محمد بن يعقوب في كتاب الرسائل » إلى هنا نقله المجلسي رحمهالله في البحار : ٤٤/٣٣٠ ـ ٣٣١ عن كتابنا هذا. وكذا في عوالم العلوم : ١٧/١٧٩.
٥ ـ ذات عرق : مُهَلّ أهل العراق ، وهو الحدّ بين نجد وتهامة ؛ وقيل : عرق جبل بطريق مكّة ومنه ذات عرق. وقال الأصمعي : ما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق.
وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق. « معجم البلدان : ٤/١٠٧ ـ ١٠٨ ».