وروي أنّ ابن زياد بعث رجلاً يقال له جويرية بن زياد (١) [ وقال ] (٢) : إذا أوصلت كتابي هذا إلى عمر بن سعد فإن قام من ساعته لحرب الحسين فذاك ، وإن لم يقم فخذه وقيّده ، وابعث به إليّ ، ويكون شمر بن ذي الجوشن الأمير على الناس.
فوصل الكتاب [ وكان في الكتاب ] (٣) : إنّي لم أبعثك يا ابن سعد لمنادمة الحسين ، فإذا أتاك كتابي هذا فخيّره بين أن تأتيني به أو تقاتله ، فوثب ابن سعد من ساعته وأخبر الحسين بذلك ، فقال الحسين عليهالسلام : أخّرنا إلى غد. (٤)
وأقبل العبّاس إلى القوم الّذين مع عمر بن سعد ، فقال : يا هؤلاء ، إنّ أبا عبد الله يسألكم الانصراف عنه باقي يومكم حتّى ننظر (٥) في هذا الأمر ، ثمّ نلقاكم به غداً (٦).
قال : فخبّر القوم بذلك أميرهم ، فقال عمر بن سعد لشمر : ماذا ترى؟
قال : أنا أرى رأيك ايها الأمير ، فقل (٧) ما تشاء.
فقال عمر بن سعد : إنّي أحببت ألا أكون أميراً فلم اُترك وأكرهت ، ثمّ أقبل عمر بن سعد على أصحابه ، فقال : الرأي عندكم.
فقال رجل من أصحابه وهو عمرو بن الحجّاج : سبحان الله! والله لو كانوا
__________________
١ ـ في المقتل : جويرة بن يزيد التميمي.
٢ و ٣ ـ من المقتل.
٤ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ١/٢٣٦ ـ ٢٤٦.
وانظر وقعة الطفّ : ١٧٥ ـ ١٨٩ ، الملهوف على قتلى الطفوف : ١٣٨ ـ ١٤٢.
٥ ـ في المقتل : ينظر.
٦ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : نلقاك غداً.
٧ ـ في المقتل : فافعل.