من أهل الترك والديلم ويسألوا هذه الخصلة (١) لكان ينبغي أن نجيبهم إلى ذلك ، فكيف وهم آل الرسول؟
فقال عمر بن سعد : خبروهم أنا قد أجّلناهم باقي يومنا.
فنادى رجل من أصحاب ابن سعد : يا شيعة حسين ، إنّا قد أجّلناكم يومنا إلى غدٍ ، فإن استسلمتم ونزلتم عل الحكم وجّهنا بكم إلى الأمير ، وإن أبيتم ناجزناكم ، فانصرف الفريقان ، وجاء الليل فبات الحسين عليهالسلام ليلته تلك راكعاً وساجداً وباكياً ومستغفراً ومتضرّعاً ، وكذلك كانت صبيحته عليهالسلام ، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة.
وقيل (٢) لعليّ بن الحسين ما أقلّ ولد أبيك؟!
فقال عليهالسلام : العجب كيف ولدت أنا له ، إنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرّغ للنساء؟
وكذلك أصحابه باتوا كذلك لهم دويّ كدويّ النحل ، وأقبل شمر في نصف الليل [ يتجسّس ] (٣) ومعه جماعة من أصحابه حتّى قرب من عسكر الحسين عليهالسلام ، والحسين رافع صوته يتلو هذه الآية : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً ) (٤) الآية : ثمّ تلا : ( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَميِزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) (٥)
__________________
١ ـ في المقتل : الليلة.
٢ ـ انظر : الملهوف على قتلى الطفوف : ١٥٤ ، البحار : ٤٤/١٩٦ ح ١٠ ، وج ٨٢/٣١١ ح ١٧ ، وعوالم العلوم : ١٧/٦١ ح ١.
٣ ـ من المقتل.
٤ ـ سورة آل عمران : ١٧٨.
٥ ـ سورة آل عمران : ١٧٩.