عودان.
ولمّا ضعف عليهالسلام نادى شمر لعنه الله : ما وقوفكم؟ وما تنتظرون بالرجل؟ قد أثخنته الجراح والسهام ، احملوا عليه ثكلتكم اُمّهاتكم ، فحملوا عليه من كلّ جانب ، فرماه الحصين بن تميم في فيه ، وأبو أيّوب الغنويّ بسهم في حلقه ، وضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه اليسرى ، وعمر بن خليفة الجعفي على حبل عاتقه ، وطعنه صالح بن وهب المزنيّ في جنبه ، وكان قد طعنه سنان (١) بن أنس النخعي في صدره ، فوق صلوات الله عليه على الأرض على خدّه الأيمن ، ثمّ استوى جالساً ونزع السهم من حلقه (٢).
ثمّ دنا عمر بن سعد من الحسين عليهالسلام.
قال حميد : وخرجت زينب بنت عليّ عليهالسلام وقُرطاها يجولان بين اُذنيها ، وهي تقول : ليت السماء انطبقت على الأرض ، يا عمر بن سعد : أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ ودموع عمر تسيل على خدّيه ولحيته ، وهو يصرف وجهه عنها ، والحسين عليهالسلام جالس وعليه جبّة خزّ ، وقد تحاماه الناس ، فنادى شمر : ويلكم ما تنتظرون به؟ اقتلوه ثكلتكم اُمّهاتكم ، فضربه زُرعة بن شريك فأبان كفّه اليسرى ، ثمّ ضربه على عاتقه ، ثمّ انصرفوا عنه ، وهو يكبوا مرّة ويقوم اُخرى.
فحمل عليه سنان في تلك الحال فطعنه بالرمح فصرعه ، وقال لخوليّ بن يزيد : اجتزّ رأسه ، فضعف وارتعدت يده ، فقال له سنان : جبّ (٣) الله عضدك ،
____________
١ ـ كذا في المقتل والبحار ، وفي الأصل : سفيان ، وهو تصحيف.
٢ ـ في المقتل : نحره.
٣ ـ في المقتل والبحار : فتّ.