وجاءت هوازن باثني عشر رأساً ، وصاحبهم شمر.
وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً.
وجاءت بنو أسد بستّة عشر رأساً.
وجاءت مذحج بسبعة رؤوس.
وجاء سائر الناس بثلاثة عشر رأساً. (١)
ثمّ أذن ابن سعد بالرحيل إلى الكوفة ، وحمل بنات الحسين وأخواته وعلي بن الحسين وذراريهم ، فاُخرجوا حافيات حاسرات مسلّبات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلّة ، فقلن : بحقّ الله ما نروح معكم ولو قتلتمونا إلاّ مررتم بنا على مصرع الحسين ، فأمر ابن سعد لعنه الله ليمرّوا بهم من المقتل حتّى رأين إخوانهنّ ، وأبناءهنّ ، وودّعنهم ، فذهبوا بهنّ إلى المعركة ، فلمّا نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههنّ.
قال : فوالله ما أنسى زينب بنت عليّ وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين : يا محمدا ، صلّى عليك مليك السماء ، وهذا حسين مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، إلى الله المشتكى ، وإلى محمد المصطفى ، وإلى عليّ المرتضى ، وإلى حمزة سيّد الشهداء.
وا محمداه هذا حسين بالعراء ، تسفي عليه الصبا ، قتيل أولاد البغايا ، يا حزناه واكرباه ، اليوم مات جدّي رسول الله ، يا أصحاب محمد ، هؤلاء ذرّيّة
____________
١ ـ نَقَل هذه القطعة المجلسي رحمهالله في البحار : ٤٥/٦٢ عن كتابنا هذا ، وكذا البحراني في عوالم العلوم : ١٧/ ٣٠٦.