قبلكم ، وذحول له لديكم بما عنتم (١) بأخيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام جدّي وبنيه عترة النبيّ الطاهرين الأخيار.
وافتخر بذلك مفتخركم (٢) ، فقال :
نحن قتلنا عليّاً وبني عليّ (٣) |
|
بسيوف هنديّة ورماح |
وسبينا نساءهم سبي ترك |
|
ونطحناهم فأيّ نطاح |
بفيك أيّها القائل الأثلب والكثكث (٤) ، افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهّرهم تطهيراً ، وأذهب عنهم الرِّجس ، فاكظم واقْعِ كما أقعَى أبوك ، وإنّما لكلّ امرىء ما اكتسب وما قدّمت أوائله (٥) ، حسدتمونا ـ ويلا ً لكم ـ على ما فضّلنا الله به.
فما ذنبنا إن جاش دهراً بحوُرنا |
|
وبحرُك ساج ما يواري الدّعامصا (٦) |
( ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٧) ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) (٨).
قال : فارتفعت الأصوات بالبكاء ، وقالوا : حسبك يا ابنة الطيّبين ، فقد
__________________
١ ـ في الملهوف : عند تم.
٢ ـ كذا في الملهوف ، وفي الأصل : وافتخر مفتخر.
٣ ـ كذا في الملهوف ، وفي الأصل : قد قتلنا عليّ وابن عليّ.
٤ ـ في « ح » : الأثلب والكثكث ـ بكسر الهمزة في الأوّل والكافين في الثاني ـ : لفظان مترادفان يعني دقاق التراب والحجر يستعملان في الحقارة والذمّ.
٥ ـ في الملهوف : يداه.
٦ ـ الدعموص : دويبة تغوص في الماء. « الصحاح : ٣/١٠٤٠ ـ دعمص ـ ».
٧ ـ سورة الحديد : ٢١.
٨ ـ سورة النور : ٤٠.