أحرقت قلوبنا ، وأنضجت (١) نحورنا ، وأضرمت أجوافنا ، فسكتت.
قال : وخطبت اُمّ كلثوم بنت عليّ عليهالسلام في ذلك اليوم من وراء كلّتها ، رافعة صوتها بالبكاء ، وقالت :
يا أهل الكوفة ، شوّه (٢) لكم ، ما لكم خذلتم حسيناً [ وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله ، وورثتموه ، وسبيتم نساءه ] (٣) ونكثتموه؟ فتبّاً لكم وسحقاً.
ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم؟ وأيّ وزر على ظهوركم حملتم؟ وأيّ دماء سفكتموها؟ [ وأيّ كريمة اهتضمتموها؟ وأيّ صبية سلبتموها؟ وأيّ أموال نهبتموها؟ ] (٤) قتلتم خير رجالات بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ونُزعت الرحمة من قلبوكم ، الا إنّ حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان هم الخاسرون.
ثمّ قالت :
قتلتم أخي صبراً فويل لأُمّكم |
|
ستُجْزون ناراً حرّا يتوقّدُ (٥)ن |
سفكتم دماءً حرّم الله سفكَها |
|
وحرّمها القرآنُ ثمّ محمدُ |
ألا فابشروا بالنار إنّكم غداً |
|
لفي سقرٍ حقّاً يقيناً تخلدوا |
____________
١ ـ في الملهوف : وأنضحت.
٢ ـ في الملهوف : سوءاً.
٣ ـ من الملهوف. وفيه : « ونكبتموه » بدل « ونكثتموه ».
٤ ـ من الملهوف.
٥ ـ في الملهوف : لفي قعر نار حرّها يتصعّد.