بها قتيل آل الرسول :
رأس ابن بنت محمد ووصيّه |
|
للناظرين على قناة يرفعُ |
والمسلمون بمنظر وبمسمع |
|
لا منكر منهم ولا متفجّعُ |
كحلت بمنظرك العيون عمايةً |
|
وأصمّ رزؤك كلّ اُذنٍ تسمعُ |
أيقظت أجفاناً وكنتَ لها كرىً |
|
وأنمتَ عيناً لم تكن بك تهجعُ |
ما روضة إلاّ تمنّت أنّها |
|
لك حفرة ولخطّ قبرك موضعُ (١) |
قال : ثمّ خرج ابن زياد لعنه الله ودخل المسجد ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : الحمد لله الّذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب!!
قال : فما زاد على هذا الكلام شيئا حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ، وكان من رؤساء الشيعة وخيارهم ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل ، والاُخرى يوم صفّين ، وكان لا يكاد أن يفارق المسجد (٢) الأعظم يصلّي فيه إلى الليل ، ثمّ ينصرف إلى منزله ، فلمّا سمع مقالة اللعين وثب إليه قائماً وقال : يا ابن مرجانة ، إنّ الكذّاب وابن الكذّاب أنتَ وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدوّ الله ، أتقتلون أبناء خير النبيّين (٣) وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟
فغضب ابن زياد ، ثمّ قال : من المتكلم؟
فقال : أنا المتكلّم ، يا عدوّ الله ، أتقتل الذرّيّة الطاهرة الّتي أذهب الله عنها
____________
١ ـ في الملهوف : مضجع.
٢ ـ في الملهوف : وكان يلازم المسجد.
٣ ـ في الملهوف : أتقتلون أولاد النبيّين.