الرجس في كتابه وتزعم أنّك على دين الاسلام؟ واغوثاه ، اين أبناء المهاجرين والأنصار ، [ ينتقمون منك و ] (١) من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان محمد نبيّ ربّ العالمين؟
قال : فازداد غضب عدوّ الله ، ثمّ قال : عليَّ به ، فوثب إليه الجلاوزة فأخذوه فنادى بشعار الأزد وعبد الرحمان بن مخنف الأزدي في المسجد ، فقال : ويحك أهلكت نفسك وقومك ، وكان في الكوفة يومئذ سبعمائة [ مقاتل ] (٢) من الأزد ، فوثبوا إليه وانتزعوه منهم ، وانطلقوا به إلى منزله ، ونزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر ، ودخل عليه أشراف الناس ، فقال : أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟
فقالوا : قد رأينا أصلح الله الأمير ، وإنّما الأزد فعلت ذلك فشدّ يدك على ساداتهم فهم الّذين استنقذوه من يدك ، فأرسل ابن زياد إلى عبد الرحمان بن مخنف الأزدي فأخذه ، وأخذه معه جماعة من [ أشراف ] (٣) الأزد فحبسهم ، وقال : لاخرجتم من يدي أن تأتوني بعبد الله بن عفيف ، ثمّ دعا بعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمّد بن الأشعث وشبث بن ربعي وجماعة من أصحابه ، وقال لهم : اذهبوا إلى هذا الأعمى الّذي أعمى الله قلبه كما أعمى بصره فائتوني به.
وانطلقت رسل اللعين ، يريدون ابن عفيف ، وبلغ ذلك الأزد فاجتمعوا ، واجتمع معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم عبد الله بن عفيف.
وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمّهم إلى محمد بن الأشعث
__________________
١ ـ من الملهوف.
٢ و ٣ ـ من المقتل.