ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل |
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
فقامت زينب بنت عليّ فقالت : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّد المرسلين صدق الله كذلك يقول : ( ثُمّ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ أساءُوا السّؤى أنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (١) أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسرى أنّ بنا هواناً على الله ، وبك عليه كرامة؟ وانّ ذلك لعظيم خطرك عنده ، وشمخت بأنفك ، ونظرت إلى عطفك جذلان سروراً حين رأيت الدنيا مستوسقة ، والاُمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلاً مهلاً أنسيت قول الله سبحانه : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) (٢) آمن العدل ـ يا ابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات المصطفى رسول الله كسبايا قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههنّ من بلد الى بلد يستشر فهنّ أهل المناهل ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ، والدنيّ والشريف ، وليس معهنّ من رجالهنّ وليّ ، ولا من حماتهنّ حمي ، وكيف [ ترتجى ] (٣) مراقبة من لفظ فوه أكباد السعداء (٤) ، ونبت لحمه بدماء الشهداء؟!
وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن
____________
١ ـ سورة الروم : ١٠.
٢ ـ سورة آل عمران : ١٧٨.
٣ ـ من الملهوف.
٤ ـ في الملهوف : الأزكياء.