فيما بيني وبين الله سبحانه في أمرك ، ولك في ذلك إن فعلت الحظّ الجسيم ، وللمسلمين فيه صلاح ، فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنّك تعلم أنّي أحقّ بهذا الأمر منك عند الله وعند كلّ أوّاب حفيظ ومن له قلب منيب ، واتق الله ودع البغي واحقن دماء المسلمين فوالله مالك من خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممّا أنت لاقيه ، وادخل في السلم والطاعة ولا تنازع الأمر ممّن هو أحقّ به منك ليطفىء الله (١) النائرة بذلك ، وتجتمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ، وإن أنت أبيت إلا التمادي في غيك نهدت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
وأجابه (٢) معاوية على يدي جندب الأزدي موصل كتاب الحسن عليهالسلام :
فهمت ما ذكرت به محمّداً صلىاللهعليهوآله وهو أحقّ الأوّلين والآخرين بالفضل كلّه ، وذكرت تنازع المسلمين الأمر بعده فصرحت بنميمة فلان وفلان وأبي عبيده وغيره ، فكرهت ذلك لك لأنّ الاُمّة قد علمت أن قريشاً أحقّ بها ، وقد علمت ما جرى من أمر الحكمين ، فكيف تدعوني إلى أمر إنّما تطلبه بحقّ أبيك وقد خرج أبوك منه؟
ثمّ كتب :
أمّا بعد :
فإنّ الله يفعل في عباده ما يشاء (٣) ، لا معقب لحكمه وهو سريع
____________
١ ـ لفظ الجلالة اثبتناه من المقاتل.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٤/٣١.
٣ ـ إقتباس من سورة الحج : ١٨.