الحساب (١) ، فاحذر أن تكون منيّتك على يدي رعاع الناس وآيس أن تجد فينا غميزة ، وإن أنت أعرضت عمّا أنت فيه وبايعتني وفيت لك بما وعدت ، وأنجزت لك ما شرطت ، وأكون في ذلك كما قال أعشى قيس (٢) :
وإن أحـد أسدى إليـك كـرامة |
|
فأوف بما يدعى إذا مت وافيا |
فلا تحسد المولى إذا كان ذا غنىً |
|
ولا تجفه إن كـان للمال نائيا |
ثمّ الخلافة لك من بعدي وأنت أولى الناس بها.
وفي رواية : لو كنت أعلم أنّك أقوى للأمر ، وأضبط للناس ، وأكبت للعدوّ ، وأقوى على جمع الأموال منّي لبايعتك لأنّني أراك لكلّ خير أهلاً. ثمّ قال : إن أمري وأمرك شبيه بأمر أبي بكر [ وأبيك ] (٣) بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ثمّ كتب :
فادخل في طاعتي [ ولك الأمر من بعدي ] (٤) ولك ما في بيت مال العراق بالغاً ما بلغ تحمله إلى حيث أحببت ، ولك خراج كور العراق يثبته معاوية لك إعانة على نفقتك (٥) يجيبها أمينك ويحملها إليك كلّ سنة ، ولك ألا يستولى عليك
__________________
١ ـ إقتباس من سورة الرعد : ٤١.
٢ ـ في المناقب : أعشى بني قيس.
وهو ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي أبو بصير ، يقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير ، توفّي سنة ( ٧ ) ه. ( أعلام الزركلي : ٨/٣٠٠ ).
٣ ـ من المناقب.
٤ ـ من المقاتل.
٥ ـ في المقاتل : ولك خراج أيّ كور العراق شئت معونة لك على نفقتك.