__________________
قال : نعم.
فقال له : أنت القائل إنّ الحسن والحسين من ذرّيّة رسول الله؟
قال : ما قلت وما أقول ، ولكنّي قلت وأقول : إنّ الحسن والحسين ولدا رسول الله وفرخاه ، وإنّهما دخلا في ظهره وخرجا من صلبه على رغم أنفك يا حجّاج.
قال : وكان الملعون مستنداً فصار جالساً وقد اشتدّ غيضه وغضبه وانتفخت أوداجه حتّى تقطّعت أزرار بردته فدعا ببردة غيرها فلبسها ، ثمّ قال للعلويّ : يا ويلك إن لم تأتني بدليل من القرآن يدلّ على انّ الحسن والحسين ولدا رسول الله دخلا في ظهره وخرجا من صلبه وإلّا لأصلبنّك ولأقتلنّك في هذا الحين أشرّ قتلة ، وإن أتيتني بدليل يدلّ على ذلك أعطيتك هذه البدرة الّتي بيدي وخلّيتك سبيلك.
قال الشعبي : وكنت حافظاً لكتاب الله تعالى كلّه وأعرف وعده ووعيده ، وناسخة ومنسوخه ، فلم تخطر على بالي آية تدلّ على ذلك ، فحزنت في نفسي يعزّ والله عليَّ ذهاب هذا الرجل العلوي.
قال : فابتدأ الرجل يقرأ الآية فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقطع عليه الحجّاج قراءته وقال : لعلّك تريد أن تحتج عليّ بآية المباهلة. [ وهي قوله تعالى : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ) سورة آل عمران : ٦١ ].
فقال العلوي : هي والله حجّة مؤكدّة معتمدة ، ولكنّي آتيك بغيرها ، ثمّ ابتدأ يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيوّب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ـ وزكرّيا ويحيى ) [ سورة الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥ ] وسكت فقال له الحجّاج : فلم لا قلت عيسى أنسيت عيسى؟
فقال : نعم صدقت يا حجّاج ، فبأيّ شيء دخل عيسى في صلب نوح عليهالسلام [ وليس له أب؟ فقال له الحجّاج : انّه دخل في صلب نوح ] من حيث اُمّه ، فقال العلوي : وكذلك الحسن والحسين دخلا في صلب رسول الله من اُمّها فاطمة الزهراء.
قال : فبقي الحجّاج كأنّما أُلقي حجر في فيه.
فقال له الحجّاج : ما الدليل على أنّ الحسن والحسين إمامان؟ فقال العلويّ : يا حجّاج لقد ثبتت لهما الامامة بشهادة الرسول في حقّهما لأنّه قال في حقّهما : « ولداي هذان إمامان فاضلان إن قاما وإن قعدا ، تميل عليهما الأعداء فيسفكون دماءهما ويسبون حرمهما » ولقد شهد لهم النبيّ بالإمامة أيضاً فقال : « ابني هذا ـ يعني الحسين ـ إمام ابن إمام أبو أئمّة تسعة ».