والأنزال ، ثمّ دعا بعليّ بن الحسين فقال له : لعن الله ابن مرجانة ، أمّا والله لو كنت صاحبه ما سألني خطة إلاّ أعطيته إيّاها ، ولدفعت عنه الحتف بكلّ ما قدرت ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن قضى الله ما رأيت ، فكاتبني بكل حاجة تكون لك (١) ، ثمّ أوصى بهم الرسول ، فخرج بهم الرسول يسايرهم فيكونون أمامه حيث لا يفوتوا بطرفه ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه كهيئة الحرس ، ثمّ ينزل بهم حيث أراد واحدهم الوضوء ، ويعرض عليهم حوائجهم ويتلطّف بهم حتّى دخلوا المدينة.
قال الحارث بن كعب : قالت [ لي ] (٢) فاطمة بنت علي : قلت لأُختي زينب : قد وجب علينا حقّ هذا لحسن صحبته لنا ، فهل لكِ أن نصله؟
قالت : والله ما لنا ما نصل به إلّا أن نعطيه حليّنا ، فأخذت سواري ودملجي وسوار اُختي ودملجها فبعثنا بها إلى الرسول واعتذرنا من قلّته ، وقلنا : هذا بعض جزائك لحسن صحبتك إيّانا.
فقال : لو كان الّذي فعلته للدنيا لكان في بعض هذا رضاي ، ولكن والله ما فعلته إلّا لله ولقرابتكم من رسول الله صلىاللهعليهوآله . (٣)
وآقول : لعن الله يزيد وأباه ، وجدّيه وأخاه ، ومن تابعه وولّاه ، بينا هو ينكت ثنايا الحسين ويتمثّل بشعر ابن الزبعرى : يا غراب البين ما شئت فقل ، إلى آخره ، واغلاظه لزينب بنت عليّ بالكلام السيّء لمّا سأله الشامي ، وقال : هب لي هذه الجارية ـ يعني فاطمة بنت الحسين عليهالسلام ـ ،
____________
١ ـ كذا في المقتل ، وفي الأصل : فكاتبني وأنّه إلى كلّ حاجة تكون لك.
٢ ـ من المقتل.
٣ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ٢/٧٢ ـ ٧٥ ، عنه البحار : ٤٥/١٤٢ ـ ١٤٥.