حتّى إذا غمر الأنام بظلمه |
|
وتبرّمت من حكمه الثقلان |
أردته بطنته فأصبح جارعاً |
|
كأس المنيّة واهي الأركانِ |
حتّى إذا قام الوصيّ بعهده |
|
لله لا نكس ولا متوان |
قصدته راكبة البعير بفتنة |
|
يذكي ضرام سعيرها رجسانِ |
حتّى إذا الحرب العوان تحكمّت |
|
بوقودها من أنفس الشجعان |
صارا طعام عوامل ومناصل |
|
للعكس قد نأيا عن الأوطانِ |
جاءا لنصر عصابة الشيطان فاخـ |
|
ـترما ببطش عصابة الرحمن |
يا فرقة نكثت عهود نبيّها |
|
وأتت بكلّ منافق فتّان |
يا جند راكبة البعير ومن عصت |
|
بالبغي أمر الحاكم الديّانِ |
وأتت من البلد الحرام وقلبها |
|
يغلي بنار الحقد والأضغانِ |
حتّى إذا صارت حماة بعيرها |
|
قوتاً لزائرها من السيدانِ |
أبدت خضوعاً واستقالت عثرة |
|
واستسلمت بالذّل والإذعانِ |
صفح الكريم بحلمه عنها وأفـ |
|
ـرشها مهاد تحنّنٍ وأمانِ |
وأعادها كرماً فعادت وهي ذو |
|
عقل لفادح هولها ولهانِ |
لما اطمأنّت دارها قفلت إلى |
|
نحو ابن هند ذا حشاً ملآن |
واستنفرته فسار بالجيش الّذي |
|
راياته نصبت على البهتانِ |
فهي الّتي جعلت ضرام وقودها |
|
أجساد قادتها من الفرسانِ |
لمّا أتت بقميص عثمان عليـ |
|
ـه نجيعه كالأرجوان القاني |
دارت رحاء الحرب واشتبك القنا |
|
من سعيها واستقتل الجيشانِ |
والله ما خذل الوصيّ وقتله |
|
متبتلاً في طاعة المنّانِ |
إلّا لها فيه نصيب وافر |
|
ولسان باغ غادر ويدان |
وكذاك قتل ابن الرسول ورهطه |
|
دوح الفخار وأشرف الأفنانِ |