الَّذي أسْرَى ) (١) حظو الرهان ، ( فَأوْحَى إلَى عَبْدِهِ ما أوْحَى ) (٢) خلعة المليك السلطان ، ووضع له كرسيّ الكرامة في عالم الملكوت الأعلى ، ونصب لأخمصه منبر الزعامة فوق طرائق السبع العلى ، حتّى رقى بقدم الصدق إلى أعلى مراقي الشرف ، ونطق بلسان الحقّ في ذلك المقام المشرّف ، فخوطب في سرائره ، ونودي في ضمائره : يا من أطلعته على سرّي المصون ، وأيّدته بكلامي المخزون ( قُلْ يَا أيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذي لَهُ مُلْكُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ يُحْيي وَيُمِيُت فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبيِّ الاُمِّيِّ الّذي يُؤمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لِعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (٣) فصدع بها ناطقاً ، وأعلن بها صادقاً ، فعندها جرى قلم القدرة على لوح المشيئة بيد المشيئة لرقم منشور نبوّته ، واثبت أرباب ديوان الصفيح الأعلى على قرطاس الشرف مسطور عموم ولايته.
الابتداء : ( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أنَا وَرُسُلي إنَّ اللهَ قَويٌّ عَزِيزٌ ) (٤) الانتهاء : ( ادْعُ إلىَ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) (٥) باللفظ الوجيز.
لمّا علم قيّوم الملكوت تسدّده في ذاته وإخلاصه ختم بيد العظمة والقدرة مرقوم ولايته بمهر الخاصّة ، وأشهد على ذلك رهبان صوامع العالم الأقدس ، وأمرهم بالتمسك في مقام الخدمة في ذلك المقام المقدّس ، جبرئيل عن يمينه يعضده ، وميكائيل عن يساره يمجّده.
__________________
١ ـ سورة الاسراء : ١.
٢ ـ سورة النجم : ١٠.
٣ ـ سورة الأعراف : ١٥٨.
٤ ـ سورة المجادلة : ٢١.
٥ ـ سورة النحل : ١٢٥.