فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها.
لم يرض وليّهم وفاروقهم ، بل جبتهم وطاغوتهم بتقلّد عارها في دار الفناء ، حتّى احتقبه وزرها إلى دار البقاء ، وأفضى بوصيّته إلى من ضارعه من أهل النفاق ، وتابعه من اُولي الشقاق ، بقتل ذرّيّة نبيّهم ، والانتقام من عترة وليّهم ، وألّا يقتلوا عترتهم ، ولا يرحموا عبرتهم ، فنسجوا على منواله ، واقتدوا بأفعاله وأقواله ، وقتلوهم تحت كلّ كوكب ، وذهبوا بهم كلّ مذهب.
فلا أنس وإن نسيت ، ولا يعزب عن علمي ما حييت ، قائدة الفتنة ، وقاعدة المحنة ، ابنة رأس الظلمة ، وأساس الآثمة ، أوّل باغ بغى في هذه الاُمّة ، وأخبث طاغ طغى وأحلّ بآل الرسول ظلمه ، يخب بها جملها من البلد الحرام ، قد أجلبت بخيلها ورجلها على علمة الإسلام ، وإمام الأنام ، أفضل من صلّى وصام ، وأجمل من نام وقام ، وأكمل من دقّ ودرج ، وأتقى من ولج وخرج ، قصّام الأصلاب إذ تضرم الوقائع نارها ، وقسّام الأسلاب حين تضع الحرب أوزارها.
شقيق النبيّ في المجانسة ، ورفيقة في المجالسة ، ومساوية في الحقيقة ، ومواليه في الطريقة ، ونفسه في المباهلة ، وسيفه في المصاولة ، وعليّه الأعلى ، ووليّه الأدنى.
أعبد العبّاد ، وأزهد الزهّاد ، وبدل الأبدال ، ومنكّس الأبطال ، يقطّ الأصلاب إن بارز ، ويجزّ الرقاب إن ناجز ، يمشي إلى الحتوف مشياً سجحاً ، ويبدي للضرب وجهاً سمحاً ، يخطر في الحرب والمنايا أليفة سيوفه ، ويشمرّ للضرب والبلايا طلائع صفوفه.
كم قصم قفاراً يدي قفاره؟ وكم جندل مغواراً بشباء غراره؟ وكم افترس