هناك تلقى به سيفاً بمضربه |
|
جهل على معشر للحقّ قد جهلوا |
خطبة مشتملة على السور القرآنية :
ذاك صدّيق النبيّ الأكبر ، ووصيّه الأطهر ، أبي شبير وشبّر ، المسمّى بحيدر ، وما أدراك ما حيدر؟ هو الكوكب الأزهر ، بل القمر الأنور ، الّذي فضائله في فاتحة الذكر مذكورة ، ومناقبه في اُمّ الكتاب مسطورة.
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابِتْغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ) (١) في سورة البقرة بفضله قاطعة ، وفي آل عمران رجالاً ونساء لشرف رجاله ونسائه خاضعة ، ووجوه المحامد مصروفة إلى مائدة إنعامه ، وأعراف أنفاله ، والبراءة من النّار لا تكتب إلّا للمخلص بولائه وولاء آله ، ويونس في الظلمات دعى ربّه بجاهه وحقّه ، وهود يوم الطاغية توسّل بإخلاصه وصدقه ، ونجىّ به يوسف من كيد إخوته لمّا أرعدوا وأبرقوا ، ( وألْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ ) (٢) وبينه وبين أبيه فرقوا ، وصارت النّار برداً وسلاماً على إبراهيم لكونه في صلبه ، ولا جلس من حجر إلّا من حرّها ، ( وأتَى أمْرُ اللهِ ) (٣) إليه بوجوب حبّه.
وكشف الجليل سبحانه ليلة الاسراء لنبيّه الحجب من الملكوت الأعلى حتّى شاهد من وراء الحجب جلال بهجته ، وأنزل عليه الكتاب ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً ) (٤) بفرض إمامته ، وضربه مثلاً كابن مريم فأذعن من أذعن ، وصدّ
__________________
١ ـ سورة البقرة : ٢٠٧.
٢ ـ سورة يوسف : ١٠.
٣ ـ سورة النحل : ١.
٤ ـ سورة الكهف : ١.