الطويّة (١) ، وشكر له وترحّم على أبيه.
قال (٢) : ثمّ إنّه صلوات الله عليه رحل إلى المدينة بأهله وعياله. (٣)
قلت : ولمّا شاهد عليهالسلام منازل أحبّائه الّتي كانت مشارق أنوار الايمان ، ومظاهر أسرار القرآن ، ومواطن مصابيح العرفان ، ومعادن مجاويع الاحسان ، تندب بلسان حالها ، وتنحب لفقد رجالها ، وتذرف عبراتها من مئاقيها ، وتصاعد زفراتها من تراقيها ، وتنادي بصوت ينبىء عن شدّة لوعتها ، ويخبر بحدّة كربتها ، ويستخبر كلّ راكب وراجل ، وينشد كلّ ظاعن ونازل :
أين من كانوا شموسي وبدوري؟ |
|
أين من كانوا جمالي وسروري؟ |
أين من كانوا حماتي ورعاتي |
|
وهداتي حين تعييني اُموري؟ |
والّذي كنت بهم أسمو |
|
على كلّ جليل ونبيل وخطير |
والّذي كانوا إذا ما جنّ خطب |
|
فجنّتي من فادح الخطب العسير |
كم أفاضوا من أيادٍ بفنائي |
|
لست اُحصيها وأغنوا من فقير |
____________
١ ـ في الملهوف : وحسن الظنّ به.
٢ ـ أيّ ابن طاوس.
٣ ـ الملهوف على قتلى الطفوف : ٢٢٦ ـ ٢٣٠.