والحشا منّي أنا لهب به |
|
ثالث السورة يتلو من تلا |
قَتَلَ الله غراباً منذراً |
|
بالنوى صيّر طرفي مرسلا |
مذ أتيت الأرْبُعَ اللاتي خلت |
|
منكم أقبل ينعى مقبلا |
فأهاج الوجد علمي أنّه |
|
لا يرى إلّا بربع قد خلا |
لو على جمر سليتم كبدي |
|
وفؤادي عن هواكم ماسلا |
سادتي كنتم لقلبي فرحة |
|
ولعينيَّ ضياء وجلا |
فغدت فرحة قلبي قرحة |
|
ونهاري صار ليلاً أليلا |
وإذا ما مرَّ معناكم على |
|
فكرتي هاج الحشا واشتعلا |
قاتل الله المطايا إذ سرت |
|
بكم تقطع أجواز الفلا |
حين غبتم وخلا مغناكم |
|
معكم طيب رقادي رحلا |
إن تكن عيني بنومي بخلت |
|
فبدمعي بعدكم لن تبخلا |
سادتي هل عودة لوفي الكرى |
|
علّها تنعش صبّاً مبتلا |
ليراكم وإليكم يشتكي |
|
قرحة في القلب لن تندملا |
عن المفضّل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليهالسلام يقول : حدّثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين عليهالسلام ، قال : لمّا قتل الحسين عليهالسلام جاء غراب فوقع في دمه ، ثمّ تمرّغ ، ثمّ طار فوقع في المدينة على جدار (١) فاطمة بنت الحسين بن عليّ ـ وكانت في المدينة ـ ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ملطّخ بالدم ، فبكت بكاء شديداً ، وأنشأت تقول :
نعب الغراب فقلت من |
|
تنعاه ويحك يا غراب؟ |
__________________
١ ـ في المقتل : جدار دار.