ذلك رجلاً كان أصله يهوديّاً ، ثمّ أسلم يقال له : الديزج ، وسلّط اللعين قوماً من اليهود على ذلك حتّى تولّوه ، وسأذكر نبذة من فعله عليه اللعنة إلى أن قتل المتوكّل.
وقام بالأمر بعده ابنه المنتصر ، فعطف على آل أبي طالب ، وأحسن إليهم ، وفرّق فيهم الأموال ، وأعاد القبور في أيّامه إلى أن خرج الداعيان الحسن ومحمد ابنا زيد بن الحسن ، فأمر محمد بعمارة المشهدين ؛ مشهد أمير المؤمنين ، ومشهد أبي عبد الله عليهماالسلام ، وأمر بالبناء عليهما ، وبعد ذلك زيد فيهما ، وبلغ عضد الدولة بن بويه رحمهالله الغاية في تعظيمهما وعمارتهما ، والأوقاف عليهما ، وكان رضي الله عنه يزورهما كلّ سنة.
وروى شيخنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي رضي الله عنه في أماليه ، قال : أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن هاشم الاُبليّ (١) ، قال : حدّثنا الحسن بن أحمد بن النعمان الوجيهي الجوزجاني نزيل قومس وكان قاضيها ، قال : حدّثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير بن عبدالحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، قال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليهالسلام ، وأمر أن تقطع السدرة الّتي فيه ، فرفع جرير يده ، وقال : الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : لعن الله قاطع السدرة ـ ثلاثاً ـ فلم نقف على معناه حتّى الآن ، وكان قصده بقطعها تغيير مصرعه عليهالسلام حتّى لا يقف الناس على قبره. (٢)
____________
١ ـ كذا في الأمالي ، وفي الأصل : عليّ بن هاشم الآملي.
٢ ـ أمالي الطوسي : ٣٢٥ ح ٩٨ ـ طبعة مؤسّسة البعثة ـ ، عنه البحار : ٤٥/٣٩٨ ح ٧.