ولا تفعل ما اُمرتم به في قبر الحسين.
فلمّا أصبحنا جاءوا يستحثّوني في المسير ، فسرت معهم حتّى وافينا كربلاء ، وفعلنا ما أمرنا به المتوكّل ، فرأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله في المنام ، فقال : ألم آمرك ألّا تخرج ، ولا تفعل فعلهم فلم تقبل حتّى فعلت ما فعلوا؟! ثمّ لطمني ، وتفل في وجهي ، فصار وجهي مسودّاً ، وجسمي كما ترى على حالته الاُولى. (١)
وعنه رضي الله عنه ، قال : أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدّثني سعيد بن أحمد العرّاد أبوالقاسم الفقيه ، قال : حدّثني أبوبرزة الفضل بن محمد بن عبدالحميد ، قال : دخلت على إبراهيم الديزج ـ وكنت جاره ـ أعوده في مرضه الّذي مات فيه ، فوجدته بحال سوء ، وإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب ، فسألته عن حاله ، وكانت بيني وبينه خلطة واُنس يوجب الثقة بي ، والانبساط إليَّ ، فكاتمني حاله ، وأشار إلى الطبيب ، فشعر الطبيب بإشارته ولم يعرف عن حاله ما يصف له من الدواء ، وما يستعمله ، فقام وخرج ، وخلا الموضع ، فسألته عن حاله. فقال : اُخبرك والله ، واستغفر الله ، إنّ المتوكّل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليهالسلام ، وأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر ، فوافيت الناحية مساء ومعنا الفعلة والروزكاريّون معهم المساحي والمرور (٢) ، فتقدّمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر ، وخراب (٣) أرضه ، وطرحت نفسي لما نالني من أمر السفر
__________________
١ ـ أمالي الطوسي : ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ح ١٠١.
٢ ـ المُرور : جمع مرّ ، وهو المسحاة أو ما كان نحوها.
٣ ـ في الامالي : وحرث.