وطلب [ المختار ] (١) شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية ، فسُعي به إلى أبي عمرة ، فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالاً شديداً فأثخنته الجراح ، فأخذه أبو عمرة أسيراً ، وبعث به إلى المختار فأغلى له دهناً في قدر وقذفه فيها فتفسّخ ووطىء مولى لآل حارثة بن مضرّب وجهه ورأسه.
ولم يزل المختار يتتبّع قتلة الحسين عليهالسلام حتّى قتل منهم خلقاً كثير ، وهرب الباقون فهدم دورهم ، وقتلت العبيد مواليهم الّذين قاتلوا الحسين عليهالسلام ، وأتوا المختار فأعتقهم. (٢)
وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني المظفّر بن محمد البلخي ، قال : حدّثنا أبو علي محمد بن همّام الاسكافي ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا داود بن عمر النهدي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن يونس ، عن المنهال بن عمرو ، قال : دخلت على عليّ بن الحسين عليهالسلام في مكّة ، فقال لي : يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهلة الأسدي؟
فقلت : تركته حيّاً بالكوفة.
قال : فرفع يديه جميعاً ، ثمّ قال : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللّهمّ أذقه حرّ النّار ، اللّهمّ أذقه حرّ النار.
قال المنهال : فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيد ، وكان لي صديقاً ، قال : فكنت في منزلي أيّاماً حتّى انقطع الناس عنّي ، ثمّ ركبت إليه فلقيته خارجاً من داره فقال : يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهننا بها ،
__________________
١ ـ من الامالي.
٢ ـ أمالي الطوسي : ٢٤٠ ـ ٢٤٥ ح ١٦ ، عنه البحار : ٤٥/٣٣٣ ح ٢ ، وعوالم العلوم : ١٧/٦٥٨ ح ١.