لحوائجكم (١) ، ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة ، ثمّ اكتنفوهم (٢) عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم (٣).
وبالاسناد عن الأعمش ، قال : كنت نازلاً بالكوفة وكان لي جار كثيراً ما كنت أقعد إليه ، وكان ليلة جمعة فقلت له : ما تقول في زيارة الحسين عليهالسلام؟
فقال لي : بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار.
فقمت من بيد يديه وأنا أمتلىء غيظاً وقلت : إذا كان في السحر أتيته فحدّثته من فضائل أمير المؤمنين ما يسخّن الله به عينه.
قال : فأتيته وقرعت عليه الباب ، فإذا أنا بصوت من وراء الباب : إنّه قد قصد الزيارة في أوّل الليل ، فخرجت مسرعاً ، فأتيت الحائر ، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يملّ من السجود والركوع ، فقلت له : بالأمس تقول لي بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النّار ، واليوم تزوره؟!
فقال لي : يا سليمان ، لا تلمني فإنّي ما كنت اُثبت لأهل هذا البيت إمامة حتّى كانت ليلتي هذه فرأيت رؤيا أرعبتني.
فقلت : ما رأيتَ أيّها الشيخ؟
قال : رأيت رجلاً لا بالطويل الشاهق ، ولا بالقصير اللاصق ، لا اُحسن أصفه من حسنه وبهائه ، معه أقوام يحفّون به حفيفاً ، ويزفّونه زفّاً ، بين يديه
__________________
١ ـ في الكامل : لقضاء حوائجكم.
٢ ـ في الكامل : التقاهم ـ اكتنفهم خ ل ـ.
٣ ـ كامل الزيارات : ١٣٢ ح ٣ وص ١٥٢ ح ٣ ، ثواب الأعمال : ١١٧ ح ٣٣ ، عنهما البحار : ١٠١/٦٤ و٦٥ ح ٥٠ ـ ٥٢.