العراق نائباً من قبله مشابهاً له في الكبر والغلظة والظلم ، وفوّض إليه أمر بلدة الحلّة وغيرها من البلاد المتعلّقة بالحضرات الشريفة ـ حضرات الأئمّة عليهمالسلام ـ ، وأمره أن لا يجعل له بعد وصوله دأباً ولا همّة إلّا أخذ الكتاب قهراً ، وكتب على يده رسالة تتضمّن التهديد والاغلاض في الكلام.
فحين وصل إلى المشهد الشريف أوصل الرسالة إلى العبد وأمره بإحضار الكتاب بسرعة من غير تعلّل ، فرأى الفقير انّ الامتناع لا يجدي نفعاً ، فسلّم الكتاب جميعه وعدّته سبع مجلّدات إلى النائب المذكور ، وفوّض الأمر إلى الله سبحانه ، ورأى أن ليس لكربته وغمّته وظلامته كاشفاً إلّا الله والتوسّل إليه بوليّه أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وآبائه الطاهرين وذرّيّته الأكرمين.
وألقى الله على لسان الفقير كلمات ـ نثراً وشعراً ـ سمّاها ب « استغاثة المظلوم اللهيف على الظلوم المسمّى بشريف » فكتبها الفقير وحفظها ، ثمّ صلّى صلاة الحاجة عند رأس الضريح المقدّس ، ثمّ دعا بالاستغاثة المذكورةبعد أن تلاما تيسّر من كتاب الله ، ووضع الاستغاثة المذكورة على الضريح وتوسّل إلى الله بأبي عبد الله الحسين ـ بعد تلاوتها ـ وبأبيه وجدّه وأخيه وبالأئمّة التسعة من بنيه.
فرأى تلك الليلة في المنام إبراهيم بن سليمان الخطّي القطيفي (١) المجاور بمشهد سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كأنّ الفقير قد حظر تحت القبّة الشريفة ووضع أوراقه على الضريح المقدّس ، وألحّ في المسألة والتضرّع إلى الله وإلى أبي عبد الله عليهالسلام ، فبينا هو يتوسّل إذا
__________________
١ ـ هو الشيخ أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان ، المتوفّى بالغريّ ، المعاصر للمحقّق الكركي ، صاحب كتاب « الفرقة الناجية ». انظر في ترجمته : أمل الآمل : ٢/٨ ، رياض العلماء : ١/١٥١.