له تمهيداً فصدف عن طريق رسولك ، وفتحت عليه أبواب كلّ شيء بما اُوتي ، وتقوّى على ضعفنا ثقة بما اُعطي ، فجعله الشيطان عبداً له من دونك ، وزيّن له سوء عمله فعدل عن دينك ، وأرخى له عنان فجوره فجرى في ميدان كفره ، وحمله على مطايا غروره فتاه في بيداء كبره ، فهو عجز البغي وصدره ، ويد الغيّ ونحره ، فصلّ على محمد وآل محمد ، واقطع دابره ، واقمع سائره ، واخسف بدره ، واخفض قدره ، واهدم بنيانه ، وهدّ أركانه ، واجعله عبرة لمن اعتبر ، وتذكرة لمن يتذكّر.
اللّهمّ إنّا قد ألجأتنا ظلمة ظلمه إلى الاستضاءة بعدلك ، وساقنا سوط بغيه إلى الاعتصام بحبلك ، وأجاءنا طوفان عدوانه إلى هضبة إنصافك ، وفررنا من صولة سطوته إلى عزة أكنافك ، فلا تغلق دوننا أبواب رجائك ، ولا تمد منّا الأيدي إلى سواك.
اللّهمّ إنّا قد استظللنا من هواجر ظلمه بأروقة منعك ، واعتصمنا من عواصف هضمه بمعاقد دفعك ، فصلّ على محمد وآل محمد ، وأركل رياحه ، وأطفِ مصباحه ، واشغله بنفسه ، وغيّبه في رمسه ، واجعل دائرة السوء عليه دائرة ، وكواكب النحوس في اُفق مطالعه سائرة ، وشمس دولته بأيدي الطوارق مكوّرة ، وقضيّة وجوده بأداة المهالك مسورة ، والعكوس إلى قضايا حكمه موجّهة ، والنحوس بذكر معايبه مفوّهة ، وخبث عقيدته لقبح سريرته بين الناس مشهورة ، وصحائف ذنوبه برذائل عيوبه على مرّ الزمان منشورة ، حتّى تكون لعنة اللاعنين كالقلادة في جيده ، وذمّ الذامّين كالعلاوة من فوق حبل وريده.
اللّهمّ أيّم عياله ، وأيتم أطفاله ، وكدّر زلاله ، وخيّب آماله ، واقمع هامته ،