يوسف الثقفي ، فإنّه تولدت في بطنه الحيات واحترق دبره حتى هلك.
ومنهم عمر بن هبيرة وابنه يوسف رميا بالبرص.
ومنهم خالد القسري ضرب وحبس حتى مات جوعاً.
وممّن رمي بقاتل عبيدالله بن زياد ومصعب بن الزبير ويزيد بن المهلّب.
فالكوفة أفاضت الأخبار في فضلها وأنّ البلاء مدفوع عنها ، وفي البحار عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : (ذكر علي عليهالسلام الكوفة فقال : يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم). وعن إبن نباتة قال : بينا نحن ذات يوم حول أميرالمؤمنين عليهالسلام في مسجد الكوفة إذ قال : (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عزّوجلّ بما لم يحب به أحد ، ففضل ملّاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلّى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلّاي ، وإن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عزّوجلّ لأهلها ، وكأنّي به يوم القيامة في ثوبين أبيض شبيه بالمحرم ، يشفع لأهله ولمن صلّى فيه فلا ترد شفاعته ، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه (١) وليأتينّ زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي ومصلّى كلّ مؤمن ولا يبقى مؤمن إلّا كان به أو حنّ قلبه إليه ، فلا تهجروه وتقربوا إلى الله عزّوجلّ بالصلاة فيه
__________________
(١) وهذه من مغيّباته عليهالسلام أشار إلى القرامطة ورئيسهم أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي بعد أن أظهروا أمرهم بالبحرين سنة مائتين وثمانية وخمسين هجرية ، ودخلوا مكة يوم الإثنين لسبع خلون من ذي الحجة سنة ثلاثمائة وسبعة عشر ، في سبعمائة رجل فخرج إليهم والي مكة في جماعة من الأشراف فقتلهم القرامطة جميعاً ودخوا المسجد بخيلوهم وسلاحهم ووضعوا السيف في الطائفين والمصلّين والمحرمين إلى أن قتلوا في المسجد وشعاب مكة زهاء ثلاثين ألف إنسان ، ركض ابو طاهر بفرسه في المسجد وسيفه مشهور بيده وأمر بالقتلى ورموهم في بئر زمزم وبقية الآبار وأقام بمكة أحد عشر يوماً ينهب ويقتل ثم اقتلع الحجر وأخذه معه وجاء به إلى الكوفة كما أخبر أمير المؤمنين عليهالسلام من قبل.