وزيّن معاوية بن أبي سفيان الشام فرحاً لقتله. فقال السفاح : يا غلام اضرب على اسمه وأتنا بغيره.
فنادى الغلام : أين ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الحسن ابن علي هلمّ إلينا واقبض عطاءك. وقال : يا مولاي وأين الحسن بن علي؟ قال السفاح : وما فعل به؟ قال : قتلته جعدة بنت الأشعث بسمّ دسّه معاوية إليه من الشام ، فقال : يا غلام اضرب على اسمه وأتنا بغيره.
فنادى الغلام : أين مسلم بن عقيل بن أبي طالب هلمّ إلينا واقبض عطاءك. فقال سديف : يا مولاي وأين مسلم بن عقيل؟ قال : وما فعل به؟ قال : قتله هؤلاء القوم فأخذه عبيدالله بن زياد لعنه الله فقتله ورمي بجسده من اعلى القصر إلى الأرض وربطوا الحبال في رجليه وجعلوا يسحبونه بالأسواق. فقال السفاح : يا غلام اضرب على اسمه واتنا بغيره.
فنادى الغلام : أين ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي بن أبي طالب ، هلمّ إلينا واقبض عطاءك ، فبكى سديف وصرخ : وا حسينا ونادى : يا مولاي وأين الحسين؟ فقال السفاح : وما فعل بولد رسول الله؟ قال : قتله أمير هؤلاء الذين هم جالسون حولك وهم على كرسي الذهب والفضّة ، قتله بأرض كربلاء عطشاناً وأخذوا رأسه على رمح طويل من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام إلى يزيد بن معاوية. فقال السفاح : يا غلام اضرب على اسمه واتنا بغيره.
فنادى الغلام : وأين العباس بن علي هلمّ إلينا واقبض عطاءك. فقال سديف : يا أمير المؤمنين وأين العباس بن علي. قال : وما فعل به؟ قال : قتله هؤلاء في كربلاء بعد أن قطعوا يمينه وشماله وضربوا رأسه بعمود من حديد. فقال السفاح : يا غلام اضرب على اسمه واتنا بغيره.