وكان جابر يحب الحسين عليهالسلام ويحمله على كتفيه وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا حمل الحسين عليهالسلام وجاء جابر ورآه الحسين عليهالسلام يرمي بنفسه عليه ، وكان يقال له : حبيب الحسين ، وهو من جملة من دخل إلى الحسين عليهالسلام يومئذ بمكة ، وذلك لمّا أراد الخرج منها الى العراق ، وقال له فيما قال : سيدي إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، فقال : (يا عم يا جابر إنّ تكليفي من الله غير تكليفي أخي الحسن عليهالسلام ، ولو كان أخي الحسن عند أربعين رجلاً لمّا صالح معاوية ، وها أنا ذا معي ما ينوف على الأربعين غير الذي يلحقونني).
قال الراوي : فجعل جابر يبكي ويقول : سيّدي بحقّ جدّك ألا ما عدلت عن الوجه ، لما رأى تصميم الحسين عليهالسلام على الخروج إلى العراق ودّعه ودموعه تجري ، ولمّا خرج الحسين عليهالسلام من مكّة خرج جابر إلى البصرة ، وجعل كل يوم يخرج خارج البصرة ويسأل القادمين من الكوفة عن الحسين عليهالسلام ، حتى استخبر بقتل الحسين عليهالسلام فجعل يلطم وجهه ويبكي ، ونام ليلته فرأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام وهو أشعث مغبر مكشوف الرأس ، فقال : مالي أراك يا رسول الله أشعث؟ فقال : يا جابر الآن رجعت من دفن ولدي الحسين عليهالسلام ، ثم تجهّز جابر للمسير إلى كربلاء ، فجاء ومعه الأعمش بن عطية وغلامه حتى وافى كربلاء يوم التاسع عشر من شهر صفر وبات عند قبر الحسين عليهالسلام ليلته ، حتى أصبح الصباح أقبل زين العابدين عليهالسلام بعمّاته وأخواته من الشام ، ولمّا لاح للهاشميات قبر الحسين عليهالسلام وقبور الشهداء ألقين بأنفسهن على القبور ولسان حال الحوراء زينب عليهاالسلام يقول :
يا نازلين بكربلا هل عندكم |
|
خبر بقتلانا وما أعلامها |
ما حال جثة ميت في أرضكم |
|
بقيت ثلاثا لا يزار مقامها |
بالله هل رفعت جانزته وهل |
|
صلى صلاة الميّتين أمامها |