صدر الإسلام ، المتضمن
كونه عليهالسلام وصي رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وقد نقلها
جميعاً عن كتابين (١)
فقط ، ثم قال في آخرها : والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً ولكنّا ذكرنا منها
هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين ، فأما ما عداهما فانه يجلّ عن الحصر ، ويعظم عن
الإحصاء والعدّ ، ولولا خوف الملالة والإضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة
(٢).
وقد اقتصرت في هذا الفصل على الأشعار التي
أنشدها الصحابة دون غيرهم لتكون شواهد تاريخية دامغة ، بالغة في الحجة ، قاطعة لذرائع
المتذرّعين والمؤوّلين ، لما تضمّنته من نصوص صريحة في الدلالة على أن الوصية أمرٌ
معروف في صدر الإسلام ، وأنها تعني الاستخلاف وولاية الأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ، وقد رتّبت أسماء الشعراء على حروف الهجاء
:
١ ـ الأشعث بن قيس الكندي(٣)
مما قيل على لسان الأشعث في صفّين :
أتانا الرسول الوصيّ
عليّ المهذّب من هاشمِ
رسول الوصيِّ وصيِّ النبي
وخير البرية من قائمِ
__________________
(١) وهما كتاب ( وقعة
الجمل ) لأبي مخنف لوط بن يحيى ، وقال فيه ابن أبي الحديد : وأبو مخنف من المحدثين
وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار ، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها. والكتاب الثاني
( صفين ) لنصر بن مزاحم بن يسار المنقري ، قال : وهو من رجال الحديث ، شرح ابن أبي
الحديد ١ : ١٤٧.
(٢) شرح ابن أبي الحديد
١ : ١٥٠.
(٣) صحابي ، أسلم سنة
١٦ ه ، وارتدّ بعد النبي صلىاللهعليهوآله
، واُخذ أسيراً ، ثم أطلقه أبو بكر ، وشهد اليرموك ، واستعمله عثمان على أذربيجان ،
وشهد صفين مع علي عليهالسلام
، وكان ممن ألزمه بالتحكيم ، وتوفي سنة ٤٠ ه ، وقيل : ٤٢ ه. اُسد الغابة ١ : ١٥١
/ ١٨٥.