إنّ الشعر العربي يعدّ ديوان العرب وسجّل
مآثرهم وأيامهم ، وقد دوّن الرعيل الأول من شعراء صدر الإسلام الأحداث الكبرىٰ
والوقائع العظمى التي مرت بها الدعوة الإسلامية منذ تباشير نشأتها الاُولى ، وعكسوا
في أشعارهم مفاهيم الإسلام ومصطلحاته التي ألفوها من خلال صحبتهم للنبي المصطفى صلىاللهعليهوآله وسماعهم كلام الوحي على لسانه.
وكانت الوصية من المفاهيم المهمة التي حظيت
بنصيب وافر في ديوان الشعر العربي منذ فجر الرسالة وإلى اليوم ، وقد تسالم على نقلها
أهل العلم ورواة الأخبار على الاتفاق والتواطؤ جيلاً بعد جيل بشكل لا يمكن لأحدٍ إنكاره
أو دفعه إلاّ مكابرة أو عناداً.
وقد عبّر أبو العباس المبرّد عن كثرة النصوص
الشعرية الواردة في الوصية بقوله : فهذا شيء كانوا يقولونه ويكثرون فيه (١).
وذكر ابن أبي الحديد في معرض شرحه لقول أمير
المؤمنين عليهالسلام عن أهل البيت
عليهمالسلام : « وفيهم الوصية والوراثة
» اثنين وعشرين نصاً من الشعر المقول في